منذ أن وجَدتُ اسم الفيلم يتصدر قائمة كوداك لأفلام 2023 التي صُوّرت باستخدام كاميرات الفيلم الخام 35 مم والتوقعات كانت عالية، ليس لقدرة المخرج على إدارة طاقم خبير، ولكن للثقل الذي سيوضع على كاهل فريق العمل للخروج بصورة مبتكرة، تحدٍ قَبِله مصممو الإنتاج والديكور لمحاكاة قصة هزلية مسرحية غرائبية، من إخراج لانثيموس فقط، وهنا التحدي أكبر إذ إن لانثيموس المؤلف (المبدع والمبتكر والمجدد) تنازل مرة ثانية عن كتابة سيناريو فيلمه، وما إن انتهيتُ من مشاهدته في دولةٍ غربية ما، وما إن أظلمت شاشةُ السينما وبدأت أسماءُ العاملين بالظهور، كشف الضوء عن الفراغ الكبير الذي خلّفه الحضور، تاركين الفيلم وراءهم سواءً من صدمتهم بالقصة، أو بالمَشاهد الجنسية، أو مللهم من الفيلم في منتصفه، أو جميع تلك الأسباب. رأيتُ على وجه صديقي الأوروبي أشقرَ الملامح تعابيرَ الصدمة، فإن أسلوب لانثيموس ليس لكل الناس، بما فيهم الغربيين أنفسهم، وقال جملةً تلخّص أسلوبه الطليعي: «هناك أعمال فنية تعتبر cool ولكن لانثيموس ينتمي إلى الصنف الآخر منها؛ إنه من صنف الـcult cool». ستستعرض هذه المقالة لمحاتٍ فنية من فيلم «أشياء بائسة» بحرية حرق، لذا اقتضى التنويه.
الاقتباس
كثرت الأعمال الأدبية التي تستدعي أعمالاً أخرى كلاسيكية وتُعدّل عليها بل وتدمجها في عدة قصص أخرى مع إضافة لمسة ساخرة من الكاتب مثل رواية Goodnight Desdemona التي دمجت بين مسرحيتين لشكسبير بأسلوب ساخر، وروايتنا التي تحمل الاسم نفسه والتي تُعدّ سردًا حديثًا لرواية «فرانكشتاين» للكاتبة ماري شيلي التي تأثرت بالأفكار الكالفينية (حركة فلسفية تمجّد العلم) التي سادت في القرن التاسع عشر، وفي قَصر زوجها في سويسرا في خضم الأجواء العاصفة خطرت ببالها فكرةُ جُثّةٍ تُحرَّك بواسطة تيار كهربائي، وكانت تلك هي البذرة التي نتجت عنها فيما بعد رواية العالِم فرانكنشتاين (فرانكشتاين اسم العالِم وليس الوحش؛ الوحش نكرة قبيح وليس له اسم بالرواية). تكثر في روايتنا تشبيهاتٌ وتعبيراتٌ بريطانية بلهجة وطريقة كتابة الشخصيات بأسلوب استثمر فيه الكاتب بشدّة، لذلك فإن بناء العوالم في الرواية غير جاذب للمخيال البصري السينمائي في مُخيّلة القارئ العادي.ابتكر الكاتب شخصياتٍ وأحداثًا وعدّل عليها حتى أمست رواية متفردة ذات أسلوب خاص، وحوّلها السيناريست التلفزيوني والسينمائي توني مكنمارا إلى سيناريو ليناسب الوسيط الجديد، السينما.
السيناريو
أحد الأعراف المتفق عليها في السينما هو استقلال المنتج الفني عن الوسيط المقتبَس منه، إذ يُعامَل السيناريو معاملة القصة الأصلية وكأن السيناريست هو من حاكها، ويطوّعها المخرج بترتيب سردي معيّن يحكمه طولُ الفيلم وظروفُ الإنتاج والأهم الرؤيةُ البصرية للمُخرج، والفيلم هنا يحوي إيحاءات فنية كثيرة، تبدأ بلقطة الانتحار، الحدث المحوري الذي أشعل فتيل الأحداث، أمرٌ جلل، انتحار امرأة في القرن التاسع عشر!!
يحوي الفيلم مفارقاتٍ كثيرة، وكانت منجمًا لا ينضب لاستغلالها بكوميديا سوداء كعادة أسلوب لانثيموس، ولكن السيناريو اختار منظورًا مختلفًا لرواية الاحداث. بدأ الفصل الأول ببدايةٍ تُستخدم كثيرًا في السينما الأوروبية والتي تغمس المُشاهد وسط الأحداث والشخصيات، وتستغرق وقتًا طويلاً نسبيًا لفهم خطوط الحبكة، ولكن هنا كانت شخصية ماكس، مساعد الطبيب غودوين باكستر، هي الشخصية التي تمثّل ردّات فعل المُشاهد في بداية الفيلم بشأن هذا العالم الغرائبي المثير وشخصياته. كان هو العين الناظرة لدوافع الشخصيات، لفهم ما حصل بالضبط، لنكوّن صورةً عن المنظور الذي ستمشي من خلاله الأحداث، وما إن انتقل ماكس من دور المتفرج إلى شخصية محورية في الأحداث، تَبَيّن أن الفيلم يُروى من وجهة نظر بيلا، المسخ الفتيّ بجسد امرأة في ريعان شبابها. تشغل ثيمة الجسد حيّزًا كبيرًا لدى صناع أفلام آخرين مثل بيتر غرينواي وديفيد كروننبرغ وجوليا دوكورنو، ولكن من وجهة نظر لانثيموس فإن رحلة اكتشاف الذات بواسطة الجسد هي المنظور الفعلي الذي تتطور منه الشخصية، ولأن الأفلام الطليعية صعبة التصنيف -وهذا الفيلم هو أحدها بالطبع- فإنها يمكن أن تمتلك الحد الأدنى من القصة التي تجعل الفيلم متماسكًا ولكنه صعب التقييم من ناحية موضوعية، وأيضًا يمكن أن تمتلك بنية النقيض، إذ تكون تجريبية تمامًا وتعتمد فقط على تجربتك الحسية الذاتية في تقبل الفيلم من عدمه، وغالبًا في الأفلام الطليعية تنصهر البنى أو التصنيفات الأخرى من الأفلام لتكوّن توليفة فنيّة متضادة مع الأفلام التقليدية، ففيها تختلف وظيفة السرد عن الأفلام التقليدية، وكذلك الشخصيات والثيمات هي التي تلعب دورًا في محاولة تكوين رأي أكثر من عناصر أخرى، وحتى الجنس فإن دواعي استخدامه في الأفلام الطليعية تختلف عن دواعي ظهوره في أي فيلم آخر، وخصوصًا في أفلام مخرجين لديهم بصمتهم الخاصة مثل لانثيموس، الذي اتخذ الجنس أداةً لبيان مستوى الوعي الذي تتمتع به بيلا. إن قصة الفيلم لو صُنِّفت ستكون قصة «تحرر من الوهم»، محرّكها الرئيس هو الجنس، ونظرة الفتاة لجسدها ومآلات ما يمكن فعله لمعرفة حدوده وإمكاناته.
يُعدّ الجنس مرآةً لفهم الشخص عن نفسه وعالمه، إذ تتغير نظرة الإنسان -جذريًا- إلى محيطه ودواخله لحظة تبدد الغشاء الذي كان يُخفي سرّ الوجود والتناسل، ولا تعود كما كانت بعد أن يصل إلى مرحلة النضج الجسماني التي تؤهله لممارسته في أي لحظة، وتتغير عندما يصل إلى النضج الكافي لفعله. جميعنا مررنا بهذه الحالة، وعلى اختلاف مستوياتها، تُشكّل مرحلةُ تبدّل الرؤى عن الحياة ملخصَ بنية قصص «التحرر من الوهم» التي تُخفي في ثناياها تغيّرًا عميقًا في فهمنا للواقع، من الإيجابي إلى السلبي والعكس. اتخذت هذه القصص من الجنس ثيمةً أساسية لإحداث تغييرٍ صارخ في شخصياتها، كما في فيلم «جميلة النهر» (1967) و«عيون مغمضة على اتساعها» (1999) و«معلم البيانو» (2001)، ويُعدّ فيلم «أشياء بائسة» (2023) من ضمنها، ولكن على عكس سابقيه فهو لا يدور حول أشخاص بالغين يبحثون عن إثبات النفس، بل عن مسخٍ يَنتج عن تجربة علمية، يبحث عن الحرية، وأحد المفارقات التي ذكرتُها آنفًا تتمثل في أن الطبيب الذي أنشأها هو إنسان مخصيّ، وأنها حاولت قتل زوجها في حياتها السابقة، وطريقة تعاملها الطفولية مع الأمور، ورغم ذلك، فإن الفكرة الأساسية في جعل عقل الجنين يأخذ جسد والدته هي أكثر العناصر مفارقةً، إذ يُنزع الإنسان ويُستبدل بإرادة شخص آخر، مما يجعل منه إنسانًا آخر أشبه بالحيوانات، وهي ثيمة متكررة في أفلام لانثيموس. في الفيلم إسقاطاتٌ كثيرة يخبئها هنا وهناك تدل على عنصر المفارقة، أبرزها حيوانات الكيميرا، وهو لفظ بيولوجي يدل على الكائنات الغريبة التي تظهر بملامح لحيوانات بهيئات مختلفة، والكيميرا كائن وَرَدَ في الأساطير اليونانية له جسد أسد وجسم خاروف وذيل أفعى، وهو يظهر في الفيلم بهيئة دجاجة برأس كلب، ومعزة برأس بطة، وطفلة بجسد امرأة بالغة.

شكّلت الفصول الأخرى في الفيلم تقلباتٍ جيّدة بدءًا من تعرُّف بيلا إلى المحامي الكذوب، ومعرفتنا بأنه شخص كذوب في أقل من دقيقة تستحق الإعجاب، إذ كذب بادعاء أنه يعاني مرضًا في المثانة ولا يستطيع كبت نفسه، من ثم راح يتجوّل في البيت حتى التقى ببيلا للمرة الأولى. اصطحب تطوّر بيلا في السفر عبر أوروبا تطوراتٍ دراماتيكية في فهمها لجسدها، واطلاعها على اختلافات البشر ونزواتهم الشاذة، التي لا تزيدها سوى حيرة، ورغم لقائها بالبشر باختلاف أطيافهم وأفكارهم، احترم السيناريو جمهوره -قليل العدد- بعدم طغيان الحوار المسرحي، أو الحوارات التي تمارس بها الشخصيات الأخرى مهارةَ الاستعراض بأفكارها في خُطَب عَصماء وسِجالات أيديولوجية رَطينة، واحترم أيضًا لحظات الصمت -على قلّتها- التي تصطحب المشاهد مع الشخصية الرئيسة لحظات التقلّب والاكتشاف والانكسار، فإن الجنس في الفيلم متقلب الموضوعات، تارةً يكون بغرض كسب المال، وتارة لإشباع الذات وحاجتها، وتارةً للاستكشاف، وتارةً لاكتشاف ردود أفعال البشر، الذين ينظرون إلى المرأة بنظرة دونية، فيجرّدونها من بشريتها ويعاملونها كوعاء لتمرير النسل. باستثناء الشخصيات الرئيسة (مهووس التجارب العلمية اللاأخلاقية «غودويل» و«ماكس» وشريكها الجنسي المحامي «دنكن ودربرن»)، كانت الشخصيات المعروضة هي رموز تمثّل أفكارًا أكثر من تمثيلها لشخصيات: العدمية، الذكورية، الاشتراكية، الاستعمار.. ما يجعل التركيز منصبٌّ بتطرف تجاه رحلة بيلا وتطورها التدريجي.وإذا كان الفيلم ينقسم إلى ثلاثة فصول فإن الفصل الأخير هو الأقل إبداعًا؛ بظنّي أن المُشاهد استنتج أن بيلا التي لا يمكن السيطرة عليها ستفعل شيئًا بخصوص ذاك الزوج. رغم إبداع السيناريو في جوانب، فإنه افتقر إلى لمسة لانثيموس المؤلف في بضع لحظات؛ افتقر إلى عنصر حاسم في غرائبية أسلوبه، افتقر إلى عنصر يضع المُشاهد على المحك، ويجعل من التغيير أكثر تأثيرًا وذا ثقل، ويحيي الشخصيات الأخرى. ذاك العنصر هو الموت، ففي قصة مثل هذه، حيث الحوارات اعتباطية، والأحداث غريبة، يجعل الموت من كل ثيمة معنىً، ويُضفي بُعدًا أكثر عاطفية بين علاقات الشخصيات غير الطبيعية، ويوضّح مشاعر بيلا في رحلة انتقالها لاكتشاف رمادية هذا العالم القاتم، حيث كانت الثنائيات تسيطر عليها في حُبّها للجنس، ومن ثم تحوّل هذا النوع إلى فتور، ومن ثم إلى نفور، ومن ثم إلى كراهية لأولئك الرجال الكريهين الذين تُضطر إلى التعامل معهم فينعكس هذا على شخصيتها، كما في فيلم «بيت التسامح» (2011) الذي صوّر حياة بائعات الهوى في باريس وتقلباتهم النفسية، إذ لا تدعو الأفلام إلى تقبُّل هذه الأفعال، بل تمارس أنواع التطهير الروحي الموجود بالتراجيديا التي تجعل المُشاهد متواطئًا مع البطل، أو متعاطفًا معه رغم معرفته السابقة بسوء هذه الأفعال، وهو ما انعكس على نهاية الفيلم, إذ يتحوّل الزوج إلى حيوان مسلوب الإرادة، وسط ابتسامة العاهرة ورفيقتها في إشارة ذات دلالات جميعها صائبة في تفسيرها: انتصار النساء على الذكورية، انتصار الاشتراكية على الاستعمار، عدمية التجارب العلمية اللاإنسانية المستمرة.
الإخراج

لم يتوانَ الإخراج عن تذكير المُشاهد بأن ما يشاهده هو فيلم؛ اجتهد المُخرج وفريق الإنتاج في تنويع أساليب الاستعراض المسرحية، وكان الإخراج يحمل بصمةً خاصة ليست بغريبة عن لانثيموس، ورغم ذلك تجلّت الاجتهادات لإضفاء الأدوات السينمائية غير الموجودة بالمسرح في معظم اللقطات، مثل الـzoom in والـzoom out والتي لا تتواجد بالمسرح، ومثل استخدام العدسات المحدبة التي توهمنا بأن هناك شخصية تتلصص على الأحداث، وكأن الكاميرا اقتحمت مساحة الشخصيات، ومن حسنات الفيلم تعددُ الأساليب التصويرية فيه، فإن الكاميرا لا تلتقط «ميزانسين» فحسب، بل تلعب دور الجاسوس.. حالة من التصوير المريب تُبقي فلتر السينما حاضرًا، لأنه وفي مرحلةٍ ما قد يندمج المُشاهد مع الحكاية وتذوب الحواجز الفنية، ويصبح في لاوعيه متأثرًا بشيء يظنه حقيقيًا. وساهم استخدام الألوان والديكور والموسيقى وكل أداة سينمائية أخرى في صناعة بصمة خاصة وهوية بصرية تحافظ على خصوصية الفيلم.أبدعت إيما ستون في الأدوار الغرائبية، ولا يوجد ممثلة في هوليوود تملك جرأتها للمغامرة بإهانة نفسها، واستخدامها لهذا الدور يخدم غرض الفيلم، من الناحية الجسمية، حجمها وشكلها، نظراتها ولحظاتها الكوميدية والدرامية وطريقة مشيتها، وكأن التعليمات المسرحية في المشي صادرة عن مسؤول «كوريوغراف» محترف وليس مخرج سينمائي، ومع ذلك لم يكن ينقص المُشاهد أن يرى ثانية أخرى من مَشيَة بيلا المُريبة.
السيناريو
من الطبيعي على المجتمعات التي تنظر إلى السينما بوصفها أداة لتوجيه الرسائل أن تهاجم الفيلم، أو تلك التي تفسّر كل شيء كمؤامرة كونية لنشر أجندة الشذوذ والبيدوفيليا، رغم أنه وبنظرة خاطفة على كتاب لوي جانيتي «فهم السينما» (1971) سنقرأ عن فظائع سينما الـunderground في أمريكا والحركة الدادائية في باريس من الشذوذ والمسارح الفنية والأعمال الجنسية شديدة التطرّف، وكأن موضوعات الجنس حديثة عهد لعمر السينما المديد! دائمًا ما تفشل النظرة النقدية التقليدية والمحافِظة في فهم الأفلام الطليعية، لأنها لا تتقبل وجود فكرة لا يمكن تطويعها بحسب أذهان أولئك النقاد، وبحسب فهمهم القاصر للأخلاق واعتبارها نسبية وقد تتغير مع الزمان، يمارسون القمع الممنهج المتعمّد لأي تقلبات فنية مخالفة للسائد، وكما يحتجون بنشر الأجندات فالعمل لم يحقق الشهرة التي حازت عليها أفلام 2023، كما تُعتبر مخالفة لـ«الذوق العام» غير الموجود أصلاً. العبارات الفضفاضة تلك تشبه إلى حد ما التأثيرَ الذي ينشده مثقفونا الأشاوس الذين يريدون من «القانون الدولي» معاقبة إسرائيل، عبارات فضفاضة مثل: «القانون الدولي»، «الذوق العام»، «دائرة مربعة». كلها دلالات لغوية لأشياء غير منطقية، نقائض لا تَجتمع، كما أن ترشيح الفيلم لإحدى عشرة جائزة أوسكار لا يعني شيئًا، فإن الأكاديمية تشرف بالأفلام الطليعية لا الأفلام الطليعية تشرف بالأكاديمية، كما أن الأكاديمية تمر بتغيير جذري وإعادة هيكلة لأعضائها، من ضمنهم أُناس عرب ومن شرق آسيا يتطلعون إلى تجارب مختلفة عن السائد، تجارب تتحدى النظرة التلفازية التي تشرّبها المُشاهد السينمائي، بعضهم، مثل مراد أبو عيشه الذي التقيت به، يملكون نظرة سينمائية أصيلة.الهجوم على «أشياء بائسة» ليس الأول ولن يكون الأخير، ورغم أنه ليس من حق أحد أن يصادر الآراء، فإن بعض الآراء نابعةٌ من نظرة قاصرة الفهم ويمكن توقعها. من يريد أن يظن أن الفيلم هو فيلم إباحي يهدف إلى هدم قيم المجتمع فله ذلك، ومن يظن أنه فيلم عالي المستوى فله ذلك. من يدري.. ربما مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي سيتحول هذا الفيلم إلى مادّة خام لتداول «الميمز» في المستقبل عن سوء المؤثرات البصرية في عشرينيات القرن الواحد والعشرين، ومن يظن أن أقلامنا عاجزة عن تقدير الصنعة الفنية بالفيلم، فالزمن كفيل بذلك.