"مهدي فليفل" هو مخرج فلسطيني دنماركي لعائلة من قرية صفّورية في فلسطين المحتلة. تهجّرت عائلته إلى مُخيَّم "عين الحلوة" جنوب لبنان، ثم ذهب أبوه للعمل في دبي، وهناك وُلد مهدي. وبعد ذلك انتقلت عائلته إلى الدنمارك. درس و تخرَّج في المدرسة الوطنية للسينما والتلفزيون في بريطانيا. وفي عام 2010 أسَّس مع شريكه الأيرلندي شركة نكبة فيلم وركس للإنتاج السينمائي.
بدأ مشواره الفني ببعض الأفلام القصيرة؛ منها "عرفات وأنا"، و"شادي في البئر الجميل"، و"حمودي وإيميل"، وغيرها من الأفلام الأخرى التي ترشحت وحصلت على جوائز من مهرجانات مختلفة.
أما البداية الحقيقية، والتي وضعته ضمن مصاف أفضل المخرجين العرب الشباب؛ فكانت مع عمله الأبرز "عالَم ليس لنا"، فيلمه الوثائقي الطويل الوحيد الذي حصد العديد من الجوائز من أكبر المهرجانات العالمية؛ ففاز بجائزة السلام في مهرجان برلين، وفاز بـ31 جائزة أخرى وترشح لـ24 جائزة من مختلف مهرجانات العالم.
ومن ثَمَّ توالت أفلامه الوثائقية القصيرة الأخرى، مثل "أكزينوس" و"عودة رجل" الذي فاز بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين و"3 مخارج منطقية" و"وقعتُ على عريضة". كل هذه الأفلام ترشحت وفازت بجوائز كثيرة من مهرجانات عالمية. ومن ثَمَّ فيلمه الروائي القصير "رجل يغرق"، الذي ترشح للسعفة الذهبية بمهرجان كان، لأفضل فيلم روائي قصير، وترشح للبافتا لأفضل فيلم روائي قصير.
ما يجمع بين أفلام مهدي فليفل الروائية والوثائقية هو مخيم عين الحلوة؛ مرتع طفولته ومَهجر عائلته، والمكان الذي يشعر فيه بوطنه. فكل تلك الأفلام تحدثت وتم استيحاؤُها من عين الحلوة أو عن ناس عين الحلوة.
وبالحديث عن آخر إنتاجاته؛ فقد أنهى سيناريو فيلمه القادم "رجال في الشمس"؛ وهو فيلمه الروائي الطويل الأول. الفيلم من إنتاج مؤسسة الدوحة للأفلام، وإنتاج مشترك من بريطانيا والدنمارك.
يحكي الفيلم عن ثلاثة لاجئين فلسطينيين يحلمون بالهرب من أثينا بعد سبع سنوات عاشوها في بلد ينهار. يتعرضون للخديعة ويخسرون أموالهم من أحد المهاجرين الذي وعدهم بتهريبهم خارج أثينا؛ فيقومون بخطفه ليصبحوا مطلوبين للعدالة. ويتوصلون لخطة للهروب من المدينة بأسرع وقت. ولكن محاولات الهرب تصبح أصعب وأصعب.
استوحى مهدي الفيلم من قصة صديقه "أبو إياد" أحد أبناء مخيم عين الحلوة؛ والذي صوَّرَه ونقل قصته في فيلمه الوثائقي الطويل "عالَم ليس لنا"، وفيلمه الوثائقي القصير "أكزينوس"، واستوحى منه فيلمه الروائي القصير "رجل يغرق".