المغامر الأخير

أ. طه سويدي
و
October 20, 2024

زخرت السينما المصرية في مختلف مراحل رواجها بأسماء عديدة لمخرجين قدّموا مشروعات سينمائية خلّدت أسماءهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، لمعت أسماء هنري بركات وصلاح أبو سيف وفطين عبد الوهاب في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وسطع نجم يوسف شاهين وانطلق مشروعه في السبعينيات، وجاءت الثمانينيات بأعلام الواقعية الجديدة مثل محمد خان وعاطف الطيب. لم تفتقر هذه المراحل قط إلى نجوم التمثيل، بل عرفت كثيرًا من أساطير وأيقونات الشاشة الفضية العربية. عند مقارنة هذه المراحل من مشوار السينما المصرية بمرحلة سينما مطلع الألفية الجديدة، ثمة انطباع بأن هذه المرحلة -لسبب ما- لم تشهد سطوعًا لأسماء من المخرجين ممن قد يُطلَق عليهم رواد موجة أفلامها التي أخلصت وبشدة للكوميديا والحركة مع بعض الاستثناءات. ومع بعض التأمل والبحث، يظهر لنا اسم محمد أمين، الذي قدّم تجربة لم تكن غزيرة في إنتاجها -فلم يقدّم أمين سوى أربعة أفلام فقط في الفترة الممتدة من عام 2000 إلى عام 2013- إلا أن أفلامه الأربعة التي ألّفها وأخرجها حملت طابعًا مختلفًا عن سينما المرحلة واتسمت بالجرأة والذكاء، مما ضمن لها حضورًا قويًا في ذاكرة المُشاهد.

قبل البداية وبحثًا عن عنوان، ربما نستسيغ القول بأن مشروع أمين ما كان سوى حامل لواء الكوميديا السوداء تحت مظلة الكوميديا التي هيمنت على أفلام هذه المرحلة، ولكن هذا القول لا يخلو من تسرُّع أو ربما بعض الإجحاف، فصحيح أن معظم أفلامه اتسمت بالسخرية اللاذعة والجريئة، إلا أنها كانت أقرب في أجوائها وتناولاتها لمرحلة الواقعية الجديدة، فالتصقت بالشباب المهزوم والمهموم بالهروب من ضياعه، وبالإضافة إلى ذلك، فإن وصف الكوميديا السوداء سيستبعد أحد أهم أعماله وهو «بنتين من مصر» (2010) والذي استعمل فيه خلطته المميزة في قالب درامي حاد. أظن أن الوصف الأدق لمشروع أمين سيكون: سينما الهواجس.

بمزيد من التأمل في أفلام أمين الأربعة، سنرى أنها صُنعت من المكونات نفسها تقريبًا، وقد أجاد أمين استخدام هذه المكونات دون أن يقع في أكثر الفخاخ فتكًا وشيوعًا في هذه المرحلة وهو التكرار. أول هذه المكونات هو اصطياد اللحظة الزمنية المقلقة والمربكة للشريحة المجتمعية التي سيتناولها الفيلم، وهذه اللحظة تُوظف كعدسة مكبرة مسلَّطة على المكون الثاني، وهو الهاجس الجماعي القاهر والمكتوم الذي يتحدث عنه الناس في الغُرَف المغلقة فقط أو ربما يتجاهلون ذكره خشية هزيمتهم أمامه أو ربما خوفًا من بطش أي مكون من مكونات السلطة، وهنا يأتي المكون الثالث والأبرز في وصفة أمين، وهو التناول المشاكس الذي يلتف على المحظور، ويعرّي الواقع وهواجسه بنبرة صارخة، سواء باستخدام النكتة شديدة الجرأة أو الهزيمة في أشد صورها مهانة.

«فيلم ثقافي».. التجربة الأولى واستكشاف الطريق.

طوال سنيني الجامعية في النصف الثاني من العشرية الأولى للقرن الحالي، ثمة نكتة ثابتة ولاذعة كانت تحضر دائمًا في مواسم انتخابات اتحاد الطلبة، وكانت من نصيب مرشحي منصب مقرر اللجنة الثقافية، والذين ما إن يذكروا منصبهم المحتمل حتى يحاصرهم الغمز واللمز وسؤال وحيد تغلّفه دومًا ابتسامة ساخرة: «هتفرجونا على أفلام ثقافية؟»، سؤال مهما تكرر يظل قادرًا على قتل أي أمل في نقاش جدّي حول انتخابات هزلية برعاية أمن الجامعة في هذا الوقت. بعيدًا عن أجواء الانتخابات، لم يكن هذا السؤال إلا أحد أصداء الفيلم الظاهرة: «فيلم ثقافي»، الذي عُرض مطلع عام 2000 وتشارك بطولته الثلاثي أحمد عيد وفتحي عبد الوهاب وأحمد رزق، في أولى بطولاتهم السينمائية، وأولى مغامرات محمد أمين، الفيلم الذي جعل لفظة «ثقافي» تنتزع ضحكة حقيقية من الجيل الذي عاصره والأجيال المتعاقبة حتى يومنا هذا.

اختار محمد أمين في هذا الفيلم العام 2000 بوصفه لحظة زمنية مربكة للشاب المصري، قرن جديد يبدأ، تنهال البشائر في الإعلام بعهد جديد، وزمن محمل بالوعود تحت لواء القيادة الحكيمة. ولكن الفيلم يختار أن يعكّر صفو هذه الصورة الزاهية متأملاً حياة ثلاثة شباب في النصف الثاني من عشرينياتهم، وقد أحكمت البطالة قبضتها حول أحلامهم، يحاصرهم هاجس قاهر وهو الخوف من المعاناة الأبدية من الحرمان العاطفي والجسدي، فلا يجدون أي مفر سوى الهروب إلى المخدرات والأفلام الإباحية، ويتتبع الفيلم رحلتهم ذات يوم من أجل مشاهدة شريط فيديو لفيلم إباحي أو «ثقافي» كما قرر أمين أن يصفه في واحدة من أكثر التوريات خفةً وذكاءً في السينما المصرية. يخوض الأبطال الثلاثة رحلة منهكة، ينضم إليهم فيها أشخاص من مناطق مختلفة ومن الشريحة العمرية نفسها، لا يجمعهم سوى الحرمان، ومن خلال العقبات اللامحدودة التي تواجه أبطال الفيلم في بحثهم المحموم عن جهاز تشغيل يمكّنهم من مشاهدة الشريط المشتهى، يقدّم العمل كوميديا جارحة وكاشفة للمجتمع وللسلطة، وتحمل نزعة سوداوية وحزينة في تأمل هذا الجيل الذي يشعر بأن كل القطارات قد فاتته، فلا فرص عمل، ولا أمل في الزواج أو الحب، جيل ماتت ثقته في نفسه وتشوَّش وعيُه، فلم يعد قادرًا حتى على المغازلة أو المحادثة مع الجنس الآخر، بل ويزداد الأمر سوءًا عندما يشاهد أحد أبطال الفيلم أخاه الأصغر وقد أجاد استخدام الحاسب الآلي ولم يعد أسيرًا للبحث عن جهاز الفيديو. الأخ الأصغر أكثر ثقة في نفسه، يحلم بإتمام دراسته وتغيير العالم.. الذي لم يواجهه أو يعرفه بعد. يعاين الفيلم تناقضات الشباب وصراعاته الداخلية مع قِيَمه عندما يتردد أبطاله في استغلال جهاز الفيديو الخاص بإحدى المؤسسات الدينية خوفًا من عظم الذنب في مفارقة صارخة وواقعية. لا تتغافل سخرية الفيلم عن السلطة، فنرى محادثة شديدة الجرأة والصدام بين أحد أبطال الفيلم وضابط الأمن الذي قبض عليهم، تدور حول محتوى الفيلم وانطباع الشباب عن استغلال السلطة لهم.

حظي «فيلم ثقافي» باحتفاء كبير بين أوساط النقاد والجماهير، وامتدّ هذا الاحتفاء حتى يومنا هذا، وما زالت بعض جُمَله الحوارية وقفشاته رائجة في سياقات النكات والسخرية بين الناس وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. بالعودة إلى مشاهدة التجربة الأولى لمحمد أمين، ثمة انطباع بأن أمين المؤلف كان أكثر توهجًا من أمين المخرج في هذا العمل، فعلى النقيض من جمل الفيلم الحوارية الخالدة، لا تبرز كادرات الفيلم أو عناصر صورته بالدرجة نفسها، لم تكن هناك لغة واضحة أو مميزة للكاميرا والأماكن كذلك، ولكن ثمة انطباع آخر بأن «فيلم ثقافي» كان أشبه بقفزة الثقة التي أكسبت أمين مزيدًا من الإقدام في تجاربه التالية.

المرحلة التالية، خطوات متأنية تصنع الفارق.

انتظر محمد أمين خمسة أعوام كاملة حتى يصطاد لحظةً زمنية فارقة ليجرب خلطته مرة أخرى، فقدّم عام 2005 فيلم «ليلة سقوط بغداد» من تأليفه وإخراجه، وتعاون فيه للمرة الثانية مع الممثل أحمد عيد في أولى بطولاته. بالرغم من أن هذا الفيلم هو العمل المصري الوحيد تقريبًا الذي تعرّض للغزو الأميركي للعراق عام 2003، فإن ذلك لم يكن أهم عوامل تميُّزه، فقد تناول الفيلم هاجس الشعب العربي عمومًا والمصري خصوصًا من غزو أميركي وشيك. أتذكر أنه إبان الحرب، لم يكن هناك حديث في المدرسة والشارع سوى عمّن سيكون التالي في قائمة الاستباحة الأميركية وقتها بعد أفغانستان والعراق، ويبدو أن أمين التقط هذا الهاجس الشعبي وقرر تقديمه على نحو ديستوبي مغلف بالكوميديا، يتناول رعب الطبقة الوسطى في مصر من الغزو الأميركي، إلى الحد الذي يدفع أفرادًا منها إلى العمل سرًا من أجل التدرب على السلاح وابتكار تكنولوجيا رادعة تمنع الغزو، وكل ذلك في إطار كوميدي لا يخلو من الإسقاط السياسي والتوثيق لفظائع الغزو في العراق. قدّم الفيلم صورة هزلية لرجال الاستخبارات الأميركية، كما استبعد السلطة المحلية تمامًا من الظهور، وكأنه يقول إن ثقة الشعب في مؤسساته غير موجودة ولا أمل فيها لإيقاف الغزو المحتمل.

برز دور أمين بوصفه مُخرجًا في هذا الفيلم أكثر من «فيلم ثقافي»، فنرى صور الجنود الأمريكيين في شقة بطل الفيلم وحمّامه بشكل يثير في المُشاهد القلق من هاجس الضياع واستباحة العرض، وفقدان أبسط صور الرجولة والقدرة، كما اعتمد السرد على الكوابيس والرؤى المتكررة لأبطاله والتي تعكس الهاجس المذكور نفسه. اتسم الفيلم كذلك بالمَشاهد الجريئة مقارنة بالمألوف وقتها، مما زاد من الجدل بخصوصه، وحقق الفيلم عند عرضه احتفاءً كبيرًا، ونجحت خلطة أمين للمرة الثانية.

لم يستعجل أمين خطوته التالية، بل انتظر خمس سنوات أخرى ليقدم عمله الثالث عام 2010 وهو «بنتين من مصر» والذي تخلى فيه عن أحد أبرز مكونات أسلوبه وهو الكوميديا واستبدل بها الدراما. دارت أحداث الفيلم في السنين الأخيرة الساخنة لحكم الرئيس مبارك، وبالتحديد عام 2008 والذي شهد إضراب عمال «غزل المحلة» الشهير في السادس من إبريل. يعد هذا العمل بمثابة زيارة ثانية إلى هاجس الحرمان والوحدة الذي قدّمه أمين في تجربته الأولى، ولكن من وجهة النظر النسائية هذه المرة. تشاركت زينة مع صبا مبارك بطولة الفيلم، وقدّمتا أداءً ملفتًا جدًا، وتدور أحداث الفيلم عن مجموعة من البنات تجاوزن سن الثلاثين ولم يتزوجن بعد، ليحاصرهن هاجس العنوسة، وتتطور أحداث الفيلم عبر تنازلات متعددة تقدمها بطلتا الفيلم من أجل الزواج. تدفعهن وحدة قاسية واغتيال متكرر لفرصهن في التحقق، ولكن الإخفاق يلاحقهن مع كل تنازل، مرة بِيَد السلطة التي لا تدّخر جهدًا في إجهاض أحلام الشباب وفرصهم ودفعهم دفعًا إلى الهجرة، حتى ولو على قوارب الموت، ومرة بِيَد المجتمع المعيب الذي يصنع رجالاً غير أسوياء عاجزين عن الثقة في أنفسهم وفي بنات الناس. ربما يؤخذ على الفيلم تسرُّب الخطابية إلى مَشاهده، إلا أنه نجح في تكثيف مخاوف بنات مصر ونسائها على نحو مميز، وبرع كذلك في تصوير حجم الانكسار والعطب الذي راكمته السنين على الرجال. قدّم الفيلم صوت المرأة دون مبالغات أو قوالب مكررة، واحتفظ لرجاله بحضور هادئ في محاولتهم جميعًا للهروب من البلاد، وكأن الوحدة هي قَدَر الجنسين، وحدة في الوطن للنساء، ووحدة في الهجرة للرجال. صورة الفيلم غلب عليها انطفاء الألوان ودرجة من الشحوب، وكأن العالم الذي يتناوله الفيلم رمادي لا لون له سوى الخوف. اعتمد أمين كذلك لأول مرة على المَشاهد الصادمة، مثل مشهد التعرف على جثث ضحايا العبّارة، ليُزيد من حدّة الأجواء ويحاصر المُشاهد مع أبطال الفيلم بالهموم والقلق نفسه. ونجحت مغامرة أمين وخلطته المعدّلة، إذ حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا وحصل أمين على جائزة أفضل سيناريست من المهرجان القومي للسينما في مصر عام 2010.

لم ينتظر أمين طويلاً ليقدم عمله الرابع والأخير له بوصفه مؤلفًا ومُخرجًا، إذ قدّم في عام 2013 فيلم «فبراير الأسود» من بطولة الراحل خالد صالح، وعاد فيه أمين إلى الكوميديا السوداء والسخرية اللاذعة في تناول الهرم الطبقي في مصر وعلاقة الطبقة الوسطى بمنظومة الحكم، تلك العلاقة التي تصنع قِيَم هذه الطبقة وتحولاتها وانحيازاتها. تدور أحداث الفيلم عن أسرة من الطبقة المتوسطة، الأب الذي لعب دوره خالد صالح، أستاذ جامعي في علم الاجتماع، يروم تحقيق الأمان الاجتماعي والمعيشي لأسرته الصغيرة، ويرى في البداية أن السبيل الأمثل هو طلب العلم لإصلاح البلاد والمجتمع، إلى أن تتعرض أسرته لحادثة تفتح عينيه على الفوارق الطبقية في مصر والحصانة الاجتماعية لمراكز السلطة والسيادة، فتنقلب قناعات الأستاذ الجامعي ويقرر أن يحاول مع كل أقاربه ضمان طريقة ناجعة للانضمام إلى منظومة السيادة ونيل الحماية والأمان. عبر محاولات متعددة لمصاهرة المناصب أو نيل الجنسية الأجنبية في إطار هزلي ذكي، يتناول الفيلم ببراعة عوامل انحلال قيم الطبقة الوسطى وانحدارها إلى الانتهازية والتسلق وتشوش معنى القيمة ومعاييرها واستعدادها إلى التنازل عن احترامها لذاتها إلى الحد الذي يصل إلى عرض ابنة الأسرة كسلعة جذابة لاصطياد عريس سيادي، أو إخضاع ابنهم لعملية جراحية ليصبح لاعب كرة قدم ناجح. تصل ثورة يناير إلى الفيلم في نهايته، ولكن تأتي الثورة التي تمناها الأب في بداية الفيلم معلقًا عليها الأمل في إصلاح البلاد، لتجد الأب قد تغير وصار مثل تاجر بلا مبدأ ينتظر مَن سيفوز بالمنصب والوجاهة الاجتماعية، العالِم أم القاضي أم الضابط ليزوجه ابنته. قدّم أمين تجربة بصرية لا تخلو من السخرية الذكية، فاعتمد على تقنيات الاستعراض الغنائي في محاولات أبطال الفيلم طرد الوطن من داخلهم ثم استدعائه مرة أخرى كلما تحسنت ظروفهم، وتناوبت عدسته على عرض صورة العائلة المصرية الملطخة بالغبار والصورة النمطية لمصر العظيمة التي تجمع الكاتب المصري ومحمد على باشا، في سخرية مبطنة توضّح انفصام صورة الواقع عن صورة الوطن المتخيلة. اتسم الفيلم كذلك بجرأة واضحة في تناول الطبقات السيادية في مصر، مما أكسبه حظوة كبيرة في أوساط جمهور السينما الشاب، وحضورًا دائمًا في سياقات الميم واقتباسات التواصل الاجتماعي.

تصلح أفلام أمين الأربعة أمثلةً جلية على مساحة المتاح والممكن في عصرها، والتي اختلفت كثيرًا في العصر الذي تلاه، ولعل ذلك يثير فينا الفضول والتفكير عن ابتعاد أمين الطويل عن التأليف والإخراج بعد فيلم «فبراير الأسود» إذ غاب تمامًا عن الساحة حتى عام 2021 عندما أخرج فيلمين من تأليف السيناريست أحمد عبد الله وهم «200 جنيه» و«المحكمة» ولكن كلا الفيلمين لم يحققا أي صدى ملحوظ، إلا أن أمين يستعد قريبًا لطرح فيلم جديد من تأليفه وإخراجه بعنوان «التاريخ السري لكوثر» وهو من بطولة ليلى علوي، وأظن أن الفضول يتملك مَن تابعوا تجربة محمد أمين السينمائية تجاه هذا العمل الذي يأتي بعد غياب طويل لمخرج خرج بذكاء وشجاعة عن المألوف والرائج في سينما مرحلته، وراهن على مواهب شابة فمنحها أدوار بطولة وكسب رهانه بأدائهم المميز، ولذلك أظن أنها مبالغة مقبولة إذا قلت إن محمد أمين استحق أن يوصف بالمغامر الأخير.

الهوامش:

اشترك في النشرة البريدية

احصل على أحدث المقالات والأخبار مباشرة في بريدك الإلكتروني
تم إضافتك ضمن النشرة البريدية, شكرًا لك!
نعتذر حدث خطأ, الرجاء المحاولة مرةً أخرى