«السّينما التّجريدية» اصطلاح قلق لما بين النعت والمنعوت من تباعد، فمن المصادرات أنّ السّينما هي التّعبير بالصّورة وباللّغة البصرية أساسًا.
اعتمدت رسومات عصر النّهضة على تقنية المنظور التّشكيلي. استندت الرسومات إلى قياسات رياضية وهندسية لتمثيل الأجسام والأشكال، فكانت تنقلها إلى اللّوحة بدقة تلتقط كلّ جزئيات العنصر الموصوف وتهتمّ بتفاصيله حتى كأننا نراه في الواقع تبعًا لبعدنا عنه، وتعطينا انطباعًا بأننا نرى المشهد من خلال نافذة تنفتح على العالم وفق تشبيه ألبرتي ذائع الصّيت.
كان من الضروري أن تلتقي السينما بالشعر عند السرياليين، فهم يجدون العالم الإنساني مفارقًا بشكل مفجع بعد أن أضحى الإنسان قادرًا – بفضل اكتشافاته العلمية وبفضل آلة العقل الكامنة وراءها – على أن يسيطر على العالم الخارجي وأن يطوّع أشياءه لنهضته وسعادته.